إعادة التفكير في الروابط الأسرية: نظرة عالمية على ما يجمعنا
- Tatyana El-Kour
- Aug 30
- 2 min read

في الشرق الأوسط، الأسرة ليست مجرد أمر مهم، بل هي كل شيء. من الموائد المشتركة إلى الولاء مدى الحياة، غالبًا ما يُنظر إلى القرب العاطفي على أنه الأساس للرفاهية. لكن ماذا لو أن النماذج النفسية التي اعتمدنا عليها لفهم الأسر لا تروي القصة كاملة؟
خلال السنوات الماضية، انضممتُ إلى فريق عالمي من الباحثين من سبع دول — من بينها إيران وتركيا ونيجيريا وسويسرا — لاختبار واحد من أكثر الأطر استخدامًا في علم نفس الأسرة: نموذج الدائرة الأسرية
.(Family Circumplex Model)
هذا النموذج، الذي تم تطويره في الغرب، يرى أن الأسرة السليمة توازن بين أمرين: القرب (التماسك) والمرونة (القدرة على التكيف). لكن حين اختبرناه عبر ثقافات مختلفة، ظهرت نتيجة مفاجئة: النموذج لم يصلح!
بدلاً من ذلك، طوّر فريقنا النموذج الدائري الموسَّع (Expanded Circumplex Model)، الذي يعكس الحياة الأسرية بشكل أفضل على المستوى العالمي. فعلى سبيل المثال، ما كان يدمجه النموذج القديم تحت مسمى "الانفصال" انقسم في الحقيقة إلى واقعين مختلفين تمامًا: أسر لا يعتمد أفرادها على بعضهم كثيرًا، وأسر يتجنب أفرادها قضاء الوقت معًا عمدًا. هذا التمييز جوهري، خصوصًا في مناطق مثل الشرق الأوسط، حيث يمكن أن تكون الروابط القوية مصدر قوة، ولكن أيضًا مصدر توتر.
ما أهمية هذه الدراسة؟
لأن السلوكيات التي يُنظر إليها في الغرب على أنها "تدخل مفرط"، قد تُفهم في الأسر العربية على أنها حب وواجب وحماية. وبالمثل، فإن القواعد التي قد تبدو "صارمة"من منظور غربي يمكن أن توفر شعورًا بالراحة والاستقرار. تذكرنا دراستنا أن الأسر السليمة لا تتشابه بالضرورة، وأن علم النفس يجب أن يتكيف مع السياقات الثقافية.
يمكنكم قراءة الدراسة كاملة هنا:
رؤيتي العملية
يعتبر الشرق الأوسط من أسرع مناطق العالم نموًا، ومع ذلك غالبًا ما يتم إغفال أنظمته الأسرية في البحث العلمي. من خلال دمج المنظور الثقافي في النماذج الأسرية، يمكننا بناء علاجات ودعم أكثر ملاءمة، وتقوية الروابط بين الأجيال، ومساعدة الشباب على التنقل بين التقاليد والحداثة. إن الولاء والبنية الأسرية قد يعززان الرفاهية في عالمنا العربي بقدر ما تعززها الاستقلالية والمرونة في الغرب، فعلم النفس بحاجة إلى نماذج تعكس هذه الحقائق الثقافية.








Comments